06.10.2021
سن الأياس عند المرأة مابين الأمل والتّرقّب
تستقبل الكثير من السّيّدات سن الأياس(انقطاع الطّمث)بترقّب, وأحياناً أخرى بخوف من المستقبل, وما يحمله الظّرف الجديد معه. لطاما ارتبط سن الأياس بكثير من الأوجاع كألم المفاصل
, قلّة النّوم, الأرق, هبات السّخونة, التّعرّق, وأحياناً أخرى بالنزيف
كما يقولون دائماً ما ننظر إلى الباب المغلق بدل النّظر إلى الباب المفتوح, فعلى الرّغم من النّظرة السلبيّة المسبقة التي نحملها تجاه هذه المرحلة المهمّة من حياة المرأة, إلّا أنّ الحلول التي يقدّمها الطّب الحديث بالاشتراك مع علوم التّغذية, وتغيّر طبيعة حياة المرأة التي أصبح بامكانها تثقيف نفسها, كلّ هذا يجعلنا ننظر بنظرة تفاؤل, وأمل أكبر
ممّا لا شكّ فيه أن ّمعدّل حياة المرأة في العالم عامّة, وفي العالم العربي خاصّة قد ارتفع نسبيّاً في السّنوات الأخيرة, أي أنّها ستقضي ثلث حياتها في مرحلة ما بعد انقطاع الطّمث, لذلك لابد من دخول سهل, وحلول عمليّة لتجاوز هذه المرحلة بيُسر وانسيابيّة لتبقى المرأة الأم و البنت والأخت والجدة..... سنداً للأسرة والمجتمع
يختلف سن انقطاع الطّمث من سيّدة لأخرى, ولكن عادة يبدأ عند دخولها سن الأربعين ويمتد إلى سن ما بعد الخمسين. عندما تنقطع العادة الشهرية لأكثر من عام تكون المرأة قد دخلت سن الأياس
تعاني بعض السّيّدات في مرحلة ما قبل انقطاع الطّمث من اضطرابات في العادة الشّهريّة, التي تكون على شكل رشوحات مابين فترة الحيضين – تتراوح الفترة ما بين الحيضين ما بين ال21 إلى 35 يوم – أوعلى شكل نزوفات قويّة التي تتوجّب زيارة طبيب/ة النّسائية المختص/ة
تعتبر مرحلة ما قبل الطّمث وبعده مرحلة طبيعيّة, فكما مرّت بمرحلة المراهقة, فإنّها في مرحلة أخرى ستمرّ بمرحلة انقطاع الطّمث. طبعاً الأمر عائد إلى تراجع افراز الهرمونات الانثويّة (
الأستروجين والبروجسترون) اللاعبان الأساسيان في عملية نشوء الحيض, يضطرب عمل هذين الهرمونين عند دخول المرأة في سن الأياس , وهنا تبدأ عوارض نقص الهرمونات
للتغذية السّليمة والمتوازنة دور كبير وفعّال في الحفاظ على صحّة المرأة , وذلك تزامناً مع ممارسة الرّياضة المفضّلة, النّوم, الدّعم الأسري, العلاج الطّبيعي كالعلاج بالابر الصّينيّة والتّدليك وحمامات الماء الباردة والسّاخنة, وطبعاً استشارة طبيب/ة النسائي/ة المختص/ة دائماً
تتلخص أهم النّصائح التي يمكن للمرأة في مرحلة ماقبل سن الأياس وبعدها باتباعها بما يلي
- النّظام الغذائي
- تناول منتجات الحبوب الكاملة
- تناول منتجات الحبوب الكاملة( الخبز الكامل – البرغل – المعكرونة الكاملة – الرز الكامل....)
- الملح و السّكّر
- تخفيف كمية السّكر المنزلي المتناول إلى 30 غ يومياً, أو تناول المحليات الطبيعية كدبس العنب, أو التمر أو العسل
تناول الملح بقدر بحيث لا يتجاوز ال 6غ يوميّاً
- تناول الأطعمة التي تحوي شبيه الهرمونات الانثويّة
- تناول الأغذية الغنيّة بالمواد النّباتيّة التي تشبه الهرمونات الانثويّة (الايزوفلافون) كالبقوليات( منتجات الصّويا كالتوفو – حليب الصّويا – العدس – الحمّص...)
اضافة إلى بذور الكتّان والشوكولاته السوداء التي تكون نسبة الكاكاو فيها أكبر من %40, اضافة إلى شرب شاي البرسيم الأحمر
- الخضار والفاكهة
- تناول الخضار والفاكهة على مبدأ الحمس حصص في اليوم حبّتان من الفاكهة, وثلاث من الخضار خاصّة القرنبيط والبروكولي
- تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم
- تناول الأغذية الغنيّة بالكالسيوم و التّعرض للشمس للحصول على فيتامين د, للوقاية من الاصابة بترقّق العظام, وللمحافظة على صحّة الجهاز العظمي
ليست منتجات الألبان والجبان فقط مصدراً مهمّاً للكالسيوم, وإنّما أيضاً السّمسم, التّين المجفّف, والمياه المعدنية التي تحوي150 ملغ كالسيوم لكلّ ليتر ماء
- فيتامين د
- إن التّعرض للشمس يساعد الجسم على الحصول على فيتامين د حيث ينصح بالتّعرض للشمس مابين الربع إلى الثلث ساعة يومياً يمكن أيضاً الاستعانة بفيتامين د كمكمّل غذائي بعد استشارة الطبيب
- الدّسم
- يساعد تناول الدسم الغير مشبّع المركّب على الاحفاظ على صحّة الجهاز الدوراني والشّرايين, خاصة الأمغا-3 الموجودة في بذور الشيا, الأسماك البحريّة, زيت بذور اللفت, الجوز, بذور الكتّان.
تخفيف تناول الوجبات الدّسمة التي تحوي الزيوت الحيوانية بشكل كبير, مع الانتباه إلى الدّسم المخفي في المنتجات الحيوانيّة, وتناول القليل أو المنزوع الدّسم منها
- تناول المواد الغذائيّة الغنيّة بالحديد
- تعاني بعضاً من السّيّدات من نقص الحديد النّاتج عن اضطراب الدورة لذلك ينصح بتناول اللحوم الحمراء خاصّة الكبد مرّة شهريّاً بما يعادل 125 – 150 غ, كما يعتبر العدس الأحمر مصدراً مهمّاً للحديد اضافة إلى البقدونس, السّبانخ, والشّبت
- شرب الماء
- إنّ لشرب الماء دور مهم في الحفاظ على شباب وحيوية البشرة, ينصح بشرب المشروبات الغير محلّاة, أو قليلة السكر مابين 1,5 إلى 2 ليتر يوميّاً
- مراقبة الوزن
- المحافظة على وزن مقبول يتناسب مع عمر السّيّدة, مع الانتباه إلى محيط الخصر, الذي يجب أن يتراوح ما بين 80 – 88سم, اضافة لقياس معدل مؤشر كتلة الجسم. يجدر الانتباه أن النّساء اللواتي يعانين من نقص بالوزن يتعرضن أكثر لمشاكل ترقّق العظام المصاحبة لسن الأياس
- النّوم
- تعاني بعضاً من السيدات من قلة واضطراب النّوم في فترة سن الأياس ممّا يقلّل من قدرتها على التّركيز, ويرهق جسمها.
ينصح بالمشي أو الخروج من المنزل والتّعرض لضوء الشّمس يوميّاً أقلّ ما يمكن نصف ساعة, كما يفضّل الاستيقاظ والنوم يوميّاً في ساعات معيّنة للحفاظ على السّاعة البيولوجيّة الدّاخليّة, والخلود للنّوم ما بين 7 – 8 ساعات يوميّاً.
يمكن أخذ حمّام دافء قبل الذّهاب إلى النّوم وشرب شاي البابونج أو اليانسون
- ممارسة الرّياضة
- تساعد ممارسة الرّياضة على الحفاظ على صحة الجسم, كما أنّها تساعد على الحفاظ على الصّحة الذّهنية, لأن ممارسة الرياضّة تحفّز الهرمونات المسؤولة عن تعديل المزاج, وتحسّن القدرة على التّعامل مع الاجهاد
- العلاج الطّبيعي
- يساعد العلاج الطبيعي على التّحفيف من أعراض سن اليأس بشكل ملحوظ سواءً أكان العلاج بالابر الصّينيّة, المسّاجات بالزيوت الطّبيعيّة, الحمامات الباردة والسّاخنة, أو المسّاج الصّوتي
- النّشاط الاجتماعي
- تعتبر النّشاط الاجتماعي خير طريق للحفاظ على الحيويّة والنّشاط, والتخفيف من الأعراض المرتبطة بس الأياس, خاصّة لقاء الأصدقاء, العمل التّطوعّي, المساهمة في المناسبات الدّينيّة, أو حضور النّدوات التّثقيفية
تستطيع المرأة بطرق بسيطة وسهلة ومتوفرة المحافظة على صحتها الجسدية والذّهنية, وذلك من خلال التّغذية الصحيّة والمتوازنة, اضافة إلى ممارسة الرّياضة, النّوم الكافي, التّدليك والمسّاج. الاعتناء بصحة الجسم لايتطلّب الكثير من المال, لربما يحتاج إلى القليل من الوقت والجهد, ولكن عندما تكون المرأة بصحّة جيّدة فهذا ينعكس مباشرة على العائلة, وعلى المجتمع بشكل عام