02.12.2021
لطالما ارتبط السّكّر بالفرح واللقاء الاجتماعي, فما بين كعك العيد, إلى تورتة الأعراس, إلى لوح الشّوكولاته المخبأ في الدّرج, والذي يزيد آكله سعادة, ويجعله يشعر بالذنب في كلّ مرّة, ولكنه لايتوب أبداً عن خطيئته
فلنلق نظرة قريبة على عالم السّكّر... كان قديماً يُسمّى في عصر اكتشافه الكنز الأبيض (نهاية القرن السّادس عشر) , حيث كان تناوله حكراً على الأغنياء لغلاء ثمنه, وصعوبة الحصول عليه.أمّا اليوم فأصبح من أكثر المواد الغذائية الشّائعة عند أغلب النّاس
يتكوّن السّكّر المنزلي بنوعيه الأبيض والأسمر وباختلاف مصادره (قصب السّكّر- الشّمندر..) من السكّاروز والذي بدوره يعتبر أصغر جزئ من الكربوهيدرات البسيطة. يتكّون السّكاروز من جزيئين الغلكوز والفركتوز. بعد تناولنا للسّكّر سواء في الشّاي الذي نشربه, أو قطعة الحلوى يتمّ امتصاصه بعد تفكيكه إلى جزيئي الغلوكّوز والفركتوز من الأمعاء عبر مُستقبل خاص إلى الدّم. يُخَزَّن 150غ من الغلكوز في الكبد, و200غ في العضلات, حيث يستخدمها الجسم في حالات الجوع, أو الصّيام الطّويل كمصدر للطاقة. تستخدم جميع أعضاء الجسم الغلوكوز(سكّر العنب) كمصدر للطاقة, خاصّة الدّماغ والنّخاع الشّوكي, أمّا الفائض من الغلكوز فيتم تخزينه على شكل نسيج دهني في مناطق تجمّع الدهون, كالبطن والأرداف
جدير بالذّكربأنّ كلّ غرام من السّكّر يحتوي تماماً نفس كميّة الطّاقة التي يحتويها 1غ من البروتين, والتي تساوي 4 سعرة حراريّة تقريباً
ارتبطت بالسّكّر واستهلاكه الكثير من الدّراسات التي تثبت أو تنفي خطورته على الصّحّة العامة, ومابين نافٍ,ومؤكّد نستطيع أن نختصر التّالي
كلنا يعرف أنّ الافراط في تناول منتجات السّكّر يسبّب نخر الأسنان, زيادة الوزن, نقص في مجموعة الفيتامينات-ب.
تشارك مجموعة الفيتامينات-ب في عملية استقلاب الكربوهيدرات, وفي حال الافرط في تناول السّكّر ومنتجاته قد يؤدّي إل نقص المجموعة الأخيرة من الجسم, والدّخول في أمراض كثيرة مرتبطة بنقص مجموعة الفيتامينات-ب , كفرط الحركة, التّوتر الدّائم, نقص الوزن المفاجئ, وصولاً إلى الاصابة بمرض بيري بيري
ترتبط حاجتنا اليومية من مجموعة الفيتامينات-ب ارتباطاً وثيقاً بكميّة الطّاقة التي نستهلكها, فكلمّا زادت زاد احتياجنا اليومي لمجموعة الفيتامينات-ب
تنصج الجمعية الألمانيّة – النمساوية – السويسريّة للتغذية بأن لاتتجاوز كمية السّكر اليوميّة عن 10% من اجمالي الطّاقة اليوميّة, أي ما يعادل 50 غ سكّر للأشخاص الأصحّاء يوميّاً
يوجد حالياً الكثير من بدائل السّكر والتي باتت كثيرة ومتنوّعة, حيث تدخل في الصّناعات الغذائيّة بشكل وسع جداً, ولكن ما يهمنا أكثر هي بدائل السّكّر المنزلي الطّبيعية, والتي يجب أيضاً أن نتناولها بقَدر
الميّزة | الاسم |
---|---|
تعتبر الفاكهة من أهم مصادر الكربوهيدرات (الغلوكوز- الفركتوز) | الفاكهة الطّازجة |
تعتبرالفاكهة المجففة (التّمر, التين, المشمش, الزبيب....) من أهم المحليات الطّبيعية مع الانتباه دائماً إلى الطّاقة الكبيرة التي تحتويها | الفاكهة المجفّفة |
يتكوّن %80 من العسل من 30 نوع من الكربوهيررات منها السكاروز أي الغلوكوز والفركتوز , 20%من ماء | العسل |
يتميّز سكّر القصب الخام بكون حبّاته ذات شكل مدّور, ولون وطعم كراميلي أقل حلاوة من السّكّر المنزلي | سكر القصب الخام |
يعود أصل نبيتة السّتيفيا إلى أمريكا الشّماليّة حيث استخدمت في العلاج الطّبيعي, توجد حالياً على شكل شراب, أو بودرة تناسب مرضى السّكّري أيضاً, في عام 2011 اعتبر في البلدان الأوربيّة كبديل طبيعي عن السّكّر الأبيض | السّتيفيا |
كشراب التّفّاح, الاجاص, الصّبّار, الشّعير....حيث يتم استحصالها بشكل طبيعي بعد غلي عصيرها لمدّة زمنيّة معيّنة حتّى الحصول على شراب مركّز, حلاوتها تقلّ عن حلاوة السّكّر المنزلي, ويميل طعمها إلى المادّة الأساسيّة التي صُنعت منها | أشربة مركّزة |
يتم استحصالها كيميائياً, تكون عادة حلاوتها أضعاف حلاوة السّكر, لكنها خالية من السّعرات كالسكارين, الاسبرتان...... | محليّات صنعية |
ممّا لاشكّ فيه أنّ استهلاك السّكّر في ازدياد ملحوظ على المستوى العالمي, ولكن ما لا نستطيع انكاره أن هذا الاستهلاك يرتبط مباشرة مع البعد الاجتماعي المتعلق بالغذاء! والذي لانستطيع تجنبه, أو غض النّظر عنه. نستطيع دائماً التّحكم بما نأكله, من خلال التّخفيف التّدريجي, أو بايجاد البديل المناسب لأسلوب حياتنا الغذائية الصّحّية. يرتبط أسلوب الحياة الصّحيّة ارتباطاً وثيقاً بنوعيّة الطّعام المأكول, أي أنّه يتم التّقيم بناءً على غنى المادّة الغذائيّة بالفيتامينات والأملاح المعدنيّة والألياف, وهذا مايُعيب السّكّر ومنتجاته, فالسّكّر مكوّن 100% من الكربوهيدرات ولا يحوي على المغذيات الدقيقة
المصادر
Bücher: Zucker Zucker Dr.med.M.O. Bruker
Film: Die große Zuckerlüge ( Arte)